الثقافة والفن

بيت الشعر- المفرق يحتفل باليومين: العربي والعالمي للشعر

– وزيرة الثقافة: المبادرة مشهد من مشاهد العمل الثقافي المشترك

برعاية وزيرة الثقافة هيفاء النجار، تنطلق في السابعة من مساء الأحد 28 نيسان الجاري، احتفاليه بيت الشعر- المفرق، بمناسبه يوم الشعر العربي واليوم العالمي للشعر، في قراءات شعرية بدائرة المكتبة الوطنيه بعمان، تليها أمسية في السابعة من مساء الإثنين 29 الجاري، حيث يشارك في هذه الاحتفاليّة شعراء متنوعو المدارس الفنية والأعمار والأساليب والتقنيات الأدبية. وتلقي راعية الحفل وزيرة الثقافة هيفاء النجار كلمةً بالمناسبة.

ديوان العرب وقالت النجار إنّ مناسبة اليوم العالمي للشعر واليوم العربي للشعر أيضًا، هي فرصة رائعة لتأكيد قيمة الشعر وحضوره لدى الأجيال، باعتباره من الأجناس الأدبية المهمة التي تحمل قضايا الإنسان والأوطان وقضايا المجتمعات؛ ولكونه فنًّا أدبيًّا أصيلًا ارتبط بذاكرة العرب على أنه ديوانهم الأصيل، وكانوا يضمنونه كل نجاحاتهم على الدوام.

وأعربت النجار عن تقديرها لبيت الشعر- المفرق، لنجاحاته المستمرة في تقديم الشعراء والأدباء ونشر الإبداع؛ مثمنةً مبادرة صاحب السّمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة في إنشاء بيت الشعر في محافظة المفرق عام 2015، حيث ظلّ منبرًا تنويريًّا وثقافيًّا ومنصّة أردنيّة وعربية من منصات الأدب والإبداع.

إصدارات الوزارة ورأت الوزيرة أنّ تخصيص أيام عربيّة وعالميّة للشعر هو دليل على احترام الدول والشعوب لهذا الفن الإبداعي الأصيل؛ مؤكدةً أنّ الشعر حاضرٌ دائمًا في أعمال وزارة الثقافة، ومحلّ اهتمام من خلال إصدارات مديرية الدراسات والنشر للأشعار الجادة، وكذلك في مناسبات مكتبة الأسرة الأردنيّة، وفي مهرجانات الوزارة، وعلى منصات مهرجان جرش للثقافه والفنون كل عام.

وأكدت النجار أنّ من حق الجمهور أن يحتفي بالشعر والإبداع، كما أنّ من حقّ الشعراء الشباب علينا أن ناخذ بأيديهم، وأن نفتح لهم مسارات من الإبداع يسيرون فيها، ومن حقهم أيضًا أن يجدوا من يحتفي بهم ويكرّمهم على إبداعهم، ويفتح لهم من المنافذ والآفاق ما هو كفيل بتحقيق الذات الشعريّة الأردنيّة عربيًّا، مشيدةً بكون الأدباء الأرنيين رسلًا للثقافة الوطنيّة والإبداعية في العالم، ولهم حضورهم الكبير على المنصات المحليّة وفي الاستضافات ومنصّات المهرجانات العربيّة بطبيعة الحال. ولفتت النجار إلى حضور الشاعر الأردني «عرار» في الوجدان الأردني والعربي، خصوصًا وقد احتفلنا به رمزًا للثقافة العربية.

السردية الوطنية وقالت إنّ رعاية الوزارة لكثير من الاحتفاليات هي رعاية نابعة من أهمية الشعر، كونه حاضنة مهمّة من حواضن السرديّة الوطنية، ومثله كل الأجناس الأدبية الأخرى في السرد، وكذلك قطاع الفنون، حيث تعمل الوزارة وبنفس الوتيرة على كلّ هذه المجالات.

ودعت النجار إلى أن يستمع الشعراء إلى صوتهم الخاص، وأن يجهروا بالشعر ويعبّروا عما يحسّون به من عديد القضايا التي يشعرون أمامها أنّ من واجبهم أن يؤطّروا رسالة الشعر لتصل هذه الرسالة حيةً إلى قلوب القراء.

تاريخ عريق وأكدت الوزيرة فيما يخص اليوم العربي للشعر، أننا أمة لنا تاريخنا وتراثنا، وأنّ الشعر يشكل جزءا من ذاتنا، ولا يمكن أن نستغني عنه، وأنه حاضرٌ في كل ميادين التعبير، ومن حقنا أن نحتفي به الحفاوة التي تليق، داعيةً الجميع إلى إطلاق الصوت الإبداعي والتعبير عن مكنون الذات وكل القضايا المهمة التي تهم الإنسان.

وقالت إنّ الشعر عربيًّا وعالميًّا استطاع أن يحافظ على وجوده، وأن يحفظ للغة الضاد هويتها وتراثها وحضورها، لتظلّ هذه اللغه ماثلةً وحاضرةً لدى كل الأجيال.

وتشارك في الأمسية الأولى الشاعرة الدكتورة إيمان عبدالهادي والشاعر علي الفاعوري والشاعر عبد الكريم أبو الشيح والشاعر الدكتور فريد سرسك والشاعر عبدالله حمادة والشاعر علي أبو بكر، بإدارة الصحفي الأديب إبراهيم السواعير.

كما يشارك في اليوم الثاني الشاعر تيسير الشماسين والشاعر علاء الدين العرموطي والشاعر عدنان السعودي والشاعرة رشا رداد والشاعرة نبيلة حمد والشاعر شفيق العطاونة والشاعر عز الدين أبو حويلة، وتدير الأمسية الشاعرة الدكتورة وداد أبو شنب.

مبادرة كريمة وبالمناسبة أكّد مدير بيت الشعر – المفرق فيصل السرحان أهمية بيت الشعر في ملتقاه السنوي وفي ندواته وأمسياته ونشاطاته وفي علاقته كبيت شعر جاء بمبادرة من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الذي جعل المبادرة منتشرة في الوطن العربي في مصر والمغرب وموريتانيا والسودان وتونس، وفي الأردن، حتى أنّ بعض البلاد العربية مثل مصر على سبيل المثال، فيها بيتان للشعر مراعاةً للأقاليم ونحو أكبر استفادة ممكنة.

المنتج الإبداعي وقال إنّ «البيت» يحرص دائمًا على إبراز المنتج الثقافي الشعري والأدبي الأردني ويعمل على ترويجه إلى كل أبناء الأمة في الوطن العربي، مؤكدًا أنّ الشعر خرج من عباءة ومن أنفاس العرب الأنباط، فهم من أوجدوا هذا الشعر، وبالتالي فهذا موطنه الأول، وهو ما يلقي أعباء على المسؤولين في هذا القطاع، لحمل هذه الرسالة. وأكّد السرحان دور الشعر في الاحتفاليات الوطنية في ظل جلالة الملك عبدالله الثاني، كما أشاد بمكارم صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، وكيف أنّ هذه المكارم وصلت الجميع وغطت كلّ مجالات الثقافة، فمنذ عام 2015 والبيت يشتغل بهذا النفس الإبداعي، ولذلك فالكرة الآن هي في ملعب الشعراء أنفسهم في أن يبدعوا ويقدموا أجود ما لديهم.

وقال السرحان إن بيت الشعر استطاع أن يحتفي بالعديد من المبدعين الشباب، ويقدمهم إلى الساحة الشعرية الأدبية، ومنهم من شارك في أمسيات مهرجان الشارقة للشعر الفصيح؛ كون بيت الشعر مهتمًّا بقراءات الشعر الفصيح، كما أنّ من الشعراء من يشار إليه اليوم بالبنان، حيث وصل إلى مرحلة ناضجة في شعره، وقد كان من خريجي بيت الشعر منذ عام 2015، وهكذا فإنّ البيت ماضٍ في خطته السنوية وملتقاه النقدي، وكذلك مهرجانه السنوي الذي يجذب الشعراء ويوفر لهم مساحة من الإبداع، مؤكدا أن للشيخ القاسمي حضورًا كبيرًا لدى المثقف الأردني والأديب العربي، نظرًا لمبادئه ومنطلقاته الثقافية المهمة، في تقديم المنتج الثقافي في الشارقة، حيث المجال يضيق عن ذكر كلّ النشاطات الأدبية والفنية والثقافية، في قطاع الكتاب مثلًا أو في الشعر النبطي وفي مهرجان الطفل القرائي، وغير ذلك من الفعاليات التي لا تتوقف على مدار العام في كل موسم ثقافي.

جهود الشارقة يشار إلى أنّ للشيخ القاسمي، حضوره الكبير في وجدان المثقفين العرب، فهم يكنون له كل الاحترام، إذ عمل على جعل إمارة الشارقة درةً للثقافة العربية وقِبلةً لها، بحيث عمل عليها في الشأن الثقافي لتطوير المؤسسات والمهرجانات ذات العلاقة، مثلما عمل على تطوير ذلك في الداخل، وبالفعل كانت الشارقة نموذجًا في الفعل الثقافي والفني في المسرح وفي التشكيل وفي الفنون الإسلاميه وفي أدب الطفل، وأيضًا في الرواية، وفي المسرح في الهيئة العربية المسرح ومهرجانات مسرح الطفل والمهرجانات القرائيّة، وفي كل الفنون والآداب والمعارف.

وبيت الشعر- المفرق هو جزء من بيوت شعر عربية وجّه بإنشائها حاكم الشارقة الشيخ القاسمي، تأسس سنه 2015، واستطاع أن يصل إلى كل الشعراء والمثقفين في الهيئات الثقافية والمحافظات والأمسيات، علاوةً على أنه احتفى بالمفرق ثقافيًّا وشعريًّا، من حيث كون هذه المنطقة هي منطقة تقع في الحدود الشمالية الشرقية من الأردن، كما أنّها تحتاج كمنطقة نائية وبعيدة عن العاصمة إلى رعاية لأدبائها وأدباء المناطق المحيطة بها، فقد عمل هذا البيت على خطة واستراتيجية مهمة، بالتنسيق مع دائرة الثقافة بالشارقة، ولذلك كانت الاستضافات منتظمة، وكانت الرؤية واضحة، فكان لهذا البيت حضور مستمر في الفعاليات التي ينفذّها بالتنسيق مع دائرة الثقافة بحكومة الشارقة ووزارة الثقافة في الأردن.

التكريم الثقافي ومن الأنشطة التي تقوم بها الشارقة على المستوى الأدبي والثقافي في الأردن، تكريم الشارقة بتوجيه من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، لعدد من المثقفين الأردنيين، كما هو تكريم القاسمي لمثقفين ومبدعين عرب، تحت مسمى ملتقى الشارقة للتكريم الثقافي، فكانت دائرة الثقافة تحضّر وتنقل رؤية حاكم الشارقة في الاهتمام بالأدباء وتأطير الحس الوطني والقومي والحس الثقافي لدى الكتاب والشعراء والمبدعين.

كما أنّ لبيت الشعر في المفرق ملتقى سنويًّا أيضًا بالتعاون مع الجامعات الأردنية، وفي كلّ دورة يطرح قضيةً وينتدي لهذه القضية نقاد كبار ولهم باعهم في ذلك، حيث يتمخض النقاش عن أوراق مهمة تبحث في الشأن الثقافي، وفي المحور الشعري أو الأدبي قيد القراءة، فمرةً يبحث في القصة وجمالياتها، وأخرى على سبيل المثال كان يبحث في الشعر وخصوصيته وأغراضه وما إلى ذلك، وهي موضوعات يعرفها الأكاديميون، حتى أنّ بيت الشعر أصبح علامةً وركيزةً أساسية من ركائز الثقافة الأردنية في محافظة المفرق، وأيضًا في ندوات بالتعاون مع الهيئات الثقافية والروابط والجمعيات المعنية بالشأن الإبداعي والثقافي.

نهر الشعر وعودةً على احتفالية بيت الشعر بيوم الشعر العربي وكذلك بيوم الشعر العالمي، فقد قدّمت مطوية الاحتفاليّة(البروشور)، المناسبة، بكلمات أدبية تدل على انخراط هذا البيت بالوسط الأكاديمي والثقافي والنقدي. ومما جاء في التقديم: (أخذت العربية على عاتقها أن تكون متأبيةً مطارَدةً، مطلوبة متمنِّعة، ممتحنةً لكل شاعر.. يُكرّم الشعراءُ بشعرهم بما هو مادة حياتهم؛ لأنّ كلّ حفاوة أخرى هي جسرٌ يمرُّ فوق نهر الشعر العظيم. المكرّم الحقيقي إذًا هو الشعر لغةً ومضامين وهوية حاضرة في الوجود.. لأنّ النصّ هوية دافقة متعالية، ووجهة نظر من الحياة والأمل والفرح والطمأنينة؛ حيث يحتفل بيت الشعر في المفرق، بيومين عظيمين: يوم الشعر العربي، واليوم العالمي للشعر. والاحتفاء بالعربية أو الشعر ليس يومًا من أيام السنة، بل هو نهج حياة، وسياق وجود، به تصبح الأمم أكثر أناقةً وعلوًّا، وتتجاوز البشرية مأزقها الإنساني، وترتفع السماء قليلًا بعد، وتصير أكثر زرقة!..).

وفي هذا كلام أدبي فيه شعرية عذبة وصور فنية تتماشى مع كون بيت الشعر هو أيضًا مدرسة للأدب وتلاقي المدارس والإبداعات.

مدارس أدبية وفي نظرة على الشعراء المشاركين في الأمسية، نجد أنّ منهم من يمثل جانبًا أكاديميًّا، ومنهم من ينتمي لمدارس فيها جانب صوفي وبعضهم يمزج في شعره جوانب فلسفية ووطنية، وبعضهم يكتب قصائد ذاتية، ومنهم من يكتب قصائد منبرية، ومنهم من يكتب القصيدة التي تتناسب مع ثقافته وفكره وحداثته. كما أنّ من الشعراء من يكتب القصيدة التقليدية ذات الشطر والعجز بجماليات تناسب ثقافته ومعرفته، ومنهم من يكتب وفقًا لارتداداته الذاتية الإبداعية كشعراء شباب.

والمهمّ أيضًا هو أنّ هذه التوليفات ستجد لها من يتقبلها ويقرأها حتمًا ويتفاعل معها، فالجمهور لم يكن يومًا في كل العالم على مدرسة أدبيّة واحدة، في الشعر والسرد، وفي الشعر سنتنوع ما بين القصيدة العمودية والنثر والتفعيلة وما يستجد من ألوان تصلح لأن تُدرس وتنقد وتكون مادةً للتدارس واكتشاف المواهب.

وهكذا، يكون بيت الشعر قد منح الجميع باختيارات معينة، فرصةً للمشاركة، واحتفى باليوم العربي للشعر، واليوم العالمي للشعر، وهما مناسبتان جميلتان يمكن للهيئات الثقافية والمؤسسات أن تتطرق إليهما، ومن خلالهما، إلى معنى الشعر ونداء المثقف والمبدع، وماذا فعل الشعر أمام شؤون الحياة ومتغيراتها وإنسانيات العالم.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

16 + 6 =

زر الذهاب إلى الأعلى